IMLebanon

إنقاذ التسوية (بقلم بسام أبو زيد)

الانتكاسة التي تعرضت لها التسوية الرئاسية منذ البدء بمناقشة الموازنة في مجلس الوزراء، وصولا إلى زيارة الرئيس الحريري الأخيرة لقصر بعبدا، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وسيعود الخلاف عند أول استحقاق جدي وستبرز لا محالة تسجيلات وتسريبات تتناول هذه التسوية وفريق رئيس الحكومة من جهة، وفريق رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل من جهة ثانية.

هذه التسوية ليست مبنية على أسس صلبة لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الأمن، بل هي مبنية على ظروف ومصالح تتقاطع أحياناً، فيسود جو من الهدوء بين طرفي التسوية ولكنه لا ينسحب على باقي الشركاء في الحكم، وتتفرق أحيانا أخرى فيتجسد الانقسام السياسي والمذهبي بأبشع صورة، ولكنها بالفعل الصورة الحقيقة لما يكنه كل طرف للآخر. ولن تتغير هذه الصورة مهما دامت هذه التسوية هي شواذ القاعدة بين الفريقين والتي تتركز على اتهامات متبادلة أقصى ما فيها أن فريقا يتهم رفيقه في التسوية بأنه داعم للإرهاب، والفريق الآخر يتهم الشريك الآخر بأنه يريد العودة بالبلاد إلى الوراء وسلب المسلمين من حققوه من مكتسبات على صعيد الحكم.

إن التعايش مع هذه التسوية في ظل وضع محلي صعب ووضع إقليمي أصعب وخطير، هو كمن يتعايش مع مجموعة متقاتلين أخذوه رهينة فلا يرتاح حتى يأخذون استراحة المحارب، ولكنهم لا يطلقون سراحه بل يتفاوضون فيما بينهم على حياته ومعيشته ومستقبله، فغداً هو في حال انتظار قلق وتوتر لا يقوى على التفكير والإنتاج ويتضرع إلى الله فقط كي ينفذه من هذه الورطة.

لبنان واللبنانيين في ورطة كبيرة والتسوية لا تنقذهم لأن المطلوب على الدوام إنقاذها من أهل بيتها.