IMLebanon

إعفاء الكاظمي الفياض من مهامه…اوراق اعتماد لواشنطن؟

عفى رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي فالح الفياض من رئاسة جهاز الامن الوطني ليكلف الفريق الركن عبد الغني الاسدي برئاسته (بعد تنحيته من قبل الايرانيين ايام حكومة نوري المالكي) كما تم تعيين قاسم الاعرجي وزير الداخلية الاسبق بمنصب مستشار الامن الوطني الذي كان يشغله الفياض ايضاً.

واكدت اوساط مراقبة لـ”المركزية” “ان الخطوة هي اول ضربة للنفوذ الايراني في العراق. فقد تحدّى الكاظمي ايران وسدد ضربته عشية زيارة واشنطن ما اعتبره البعض مثابة تقديم اوراق اعتماد لاميركا قبل زيارتها. وتضيف الاوساط ان تنحية الفياض لها ابعادها لانه يمثل رأس الهرم في النفوذ الايراني بعد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس منذ ايام نوري المالكي. كما اعتبرت الخطوة ضربة داخل المؤسسة العسكرية تنفيذاً لشعار الكاظمي”عراق واحد وجيش وطني واحد وامرة واحدة للسلاح بقيادة الجيش”، لافتة الى “ان المواجهة بين الكاظمي وايران بدأت مع دهم الجيش مواقع الحشد وتوقيف 14 عنصرا كانت في حوزتهم صواريخ لاستهداف المطار والمنطقة الخضراء.

ورأت الاوساط “أن إعفاء الفياض من مهامه دليل الى ان النفوذ الايراني، الذي قرر الكاظمي أن يلجمه، سيتقلّص ويتخلّص منه تدريجياً. إذ يُعتبَر الفياض اكبر قطب سياسي موالٍ لإيران وهو قائد الحشد الشعبي وكان يشغل منصبين في الامن الوطني والقومي مهمَّين جدا. وبعد تنحيته استلم مكانه شخصان مواليان للاميركيين”.

وشددت على “أن هدف الكاظمي الأول، توحيد البندقية العراقية وان يكون السلاح بيد الجيش العراقي فقط، إنما هذا الامر يتطلب بعض الوقت لأن الحشد الشعبي وحزب الله والقوى العراقية والميليشيات الموالية لايران ليست سهلة وتتمتع بنفوذ قوي في الاوساط الشيعية. لكن الحركة الشعبية والتظاهرات التي حصلت خاصة في مناطق شيعية ككربلاء والنجف والبصرة وبغداد وصلاح الدين… والتي لم يشارك فيها السنّة كي لا يقال إنها تظاهرات سنّية، أثبتت ان العراقيين يريدون استقلالية في القرار وتوحيد السلاح تحت سلطة الشرعية العراقية ورفضهم وجود جيوش اخرى ميليشياوية”.

وأضافت: “والهدف الثاني، تقليص النفوذ الايراني تدريجياً، مع العلم أن الامر قد لا يتحقق في المدى القريب، إنما ستظهر نتائجه تباعاً. فالقرار الذي اتخذه بتنحية الفياض ليس بالسهل ويحتاج الى جرأة، وهو دليل على النفوذ والدعم الشعبي الذي يتمتع به الكاظمي، لأنه لم يكن ليتجرأ على خطوة بهذا الحجم لو لم يكن لديه دعم شيعي، إضافة الى الدعم السني والكردي ومن اهم مرجعية شيعية الممثلة بالسيد علي السيستاني”. وشددت الاوساط على “ان هذه العوامل تؤكد ان النفوذ الايراني سيبدأ بالانحسار تدريجيا، إنما ليس بالضرورة لصالح الاميركيين”، موضحاً “ان إعلان الاميركيين عن عزمهم الانسحاب من العراق يعود إلى ثقتهم بأن  الكاظمي والحكومة التي ألّفها والجيش الذي اسسه يشكلون نقطة اساسية لتحييد العراق عن صراعات المنطقة وبخاصة الصراع الايراني الاميركي، وينتظرون زيارة الكاظمي لواشنطن الذي تلقى دعوة رسمية من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، حيث سيلتقي كبار المسؤولين”. فهل تكون هذه الخطوة بداية تقلّص النفوذ الايراني في المنطقة، فينسحب ذلك تباعاً على اليمن وسوريا ولبنان؟