رمضان كريم والمحكمةُ الدَّوليةُ أكرمْ مِن جيبِ غيرِها فمنَ العاداتِ المستحبّةِ في هذا الشهرِ الفضيل: الزّكاةُ وإطعامُ المِسكين إطّلَعَت المحكمةُ على هذهِ الفضائلِ فَطَرحَت نفسَها محتاجةً مهيضةَ الجَناح مكسورةَ الميزانيةِ وتستجدِي التبرّعات أُوكلت مُهمةُ جمعِ الهباتِ إلى صديقِها كينيث سكوت الذي رَفعَ سقفَه وطالَبَ بستةِ ملايينِ دولارٍ مِن مَحطةٍ تلفزيونيةٍ واحدةٍ كأنه يريدُ مِن الجديد تمويلَ المحكمةِ عن بَكرةِ قُضاتها ومَبناها ومصاريفِها النثرية لكن في تاريخِ المحكمةِ ولجانِ التحقيق هناك مَن جرى شراؤُه بمبالغَ أقلَّ بكثيرٍ وأنّ السعرَ ما زالَ سُمعةً سيئةً تُلاحِقُ المحكمةَ الدَّوليةَ فمِن أين ابتدَعَ سكوت رقْمَه الخياليَّ قبلَ أن يُجريَ تنزيلاتٍ وحُسوماتٍ مغرية من ستةِ ملايينِ دولارٍ إلى مئةِ ألفٍ عنِ الجديد ومئةِ ألفٍ أُخرى عن كرمى خياط وكيف يحق له طلب غرامة بهذا الرقم الضارب غير المنصوص عنه في اي من مواد قانون المحكمة تطايرتِ الأرقامُ تحتَ سقفِ لاهاي وشمِلت الحُسوماتُ مدةَ السَّجنِ لخياط فخَفَضَها مِن سبعِ سنواتٍ إلى سنةٍ واحدة وذلك في خلالِ الجلسةِ الختاميةِ لمحاكمةِ الجديدِ التي تَشهدُ مرافعاتِ الدفاعِ والادعاء إضافةً إلى كلمةِ خياط قبلَ ظهرِ غد وفي المجريات أن كينث سكوت المعروفَ بلقبِ صديقِ المحكمة والمتجسّدَ في دور عدوِّ الإعلام افتَتح هذه المرافعاتِ بتسجيلِ دُفعةِ عَداءٍ جديدةٍ للصِّحافةِ ودورِها وقدّم أدلةً لم تكن سوى عباراتٍ مُهينةٍ للمهنةِ واستهزاءٍ للاستقصاء ووَضع ما بثتْه الجديد في إطارِ ترهيبِ الشهود ومنعِهم من الإدلاءِ بإفاداتِهم وعرقلةِ سيرِ العدالة وتقويضِ ثِقةِ الرأيِ العامِّ بالمحكمة هذه المحاضرةُ في السلوكياتِ تضرِبُها قوانينُ المحكمةِ الدَّولية والمادةُ الستونَ نفسُها إذ إنّ الشهودَ مجبرونَ على الإدلاءِ بشهاداتِهم وإلا لُوحقوا وأصبحوا مطاردينَ على وجهِ الأرض فالمطلوبونَ للشهادة يُساقون إليها بأمرٍ دَوليّ.. وإذا تمنّعوا يكونونَ معرّضينَ للترهيبِ مِن المحكمةِ عينِها لا مِن إعلامٍ حر أما في شأن الثقةِ والرأيِ العامِّ المُقوّضِ فإنّ المحكمةَ هي المرجِعيةُ الوحيدةُ لنزعِ الأمانِ عنها لا الصِّحافةُ في أيِّ حال فهي خسِرت ثقةَ الناس منذ عهدِ لِجانِ التحقيقِ والتسريبِ والرُّشى والمقايضةِ واستخدامِ شهودِ الزور ثُم عدمِ إخضاعِهم للمحاكمة ليس بتقريرٍ صِحافيّ تَفقِدُ المحكمةُ عُذريتَها فمكوّناتُها مفعولٌ بها ومنصوبٌ علينا أما الحقيقةُ فهي ضميرٌ غائب ومِن خلالِ مرافعةِ الادعاء تبيّن أن كينث سكوت كانت ترتفعُ حرارتُه كلما قرأ مقالاً في صحفيةٍ أجنبية تنتقدُ المحكمةَ لتعرّضِها للإعلام وأنّ هذه المحاكمة هي على مجملِ دورِ الجديد في انتقادِ عملِ فريقِ لاهاي وليست على التحقير ولا على عرقلةِ سيرِ أيٍّ منَ القُضاة لكن عندما يصابُ الادعاءُ “بالصْفيرة” يَرى العالم أصفرَ على حدِّ أولِ الكلامِ لمحامي الجديد كريم خان ومنتصفُ المرافعة اتهام مباشَرٌ من الدفاعِ للادعاءِ بتضليلِ العدالة والسيرِ في مغامرةٍ مِن دونِ إثباتِ أيِّ مسؤوليةٍ جنائية إدعاء بلا أدلة يحوّر المعلوماتِ ويحقّرُها يستخدمُ الشهود ويُخفي اتصالاتِه بهم عن المحكمة يستندُ على تكهناتٍ لإدانةِ مؤسسة وسيدة مرموقة قرّرت أن تواجهَ الادعاءات وتَمثُلُ أمامَ المحكمة إدعاءٌ أتى بخبيرةِ اعتداءاتٍ جنسية لم تزُرْ لبنانَ لتقدّمَ أدلتَها ضِدّ الإعلاميين الجلسة تُستكملُ غداً بكلمةٍ للزميلة كرمى خياط وإذا كان كينث سكوت سيعتمدُ على نسيمِ لاهاي لاستنشاقِ الحقيقة الليلة فإنّه على الارجح سيصابُ بضِيقِ تنفسٍ غداً.