IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم الأحد في 12/08/2018

هدوء الحراك السياسي نهاية الأسبوع، يشكل مساحة مناسبة لاستعراض مآل عملية التأليف وتبيان الحقيقي من الملغوم في المواقف والتصريحات التي يطلقها المعنيون في الطبخة الحكومية. ولا بد في الاطار من إيضاح الأمور الآتية ولو باختصار:

تعبير “الأجواء ايجابية”، يعني ان الأجواء سلبية، والايجابية في مفهوم المتفائلين أن خصمين أو ثلاثة أسكتوا مدافعهم لتبريدها، والتقوا تعبئة للوقت ورفعا للعتب.

تعبير “الوزارات السيادية”، لا يعني ان مهامها حفظ سيادة لبنان، بل مراعاة بعض دول الجوار القريبة والبعيدة، لذلك يستميت البعض في الحفاظ عليها ويحرم البعض من توليها، حتى ان تعبير الوزارات شبه السيادية أخرج سريعا من التداول وتم خنقه في المهد. أما تعبير “الوزارات الخدماتية” أي “المدهنة”، فلا التباس في تفسيره، والمعارك تدور حوله بالسلاح الأبيض وبوجوه مكشوفة، والجامع المشترك الوحيد بين المعاجم والترجمات ان المعروض قليل والطلب كبير فمن يتنازل لمن؟.

مما تقدم، وفي نظرة إلى الصراع المستعر في سوريا وعليها، وإذا أخذنا تركيا، الدولة الاقليمية الجبارة مثالا، وكيف لم تتمكن من حماية نفسها من لهب الاقليم، يمكن الاستنتاج بأن لبنان الأقل شأنا وقوة، لا يمكنه ان يبقى في منأى عن الصراع وإن اختلفت عوارض هذا التأثير، فهو محصن في الأمن ومحمي ماليا واقتصاديا حتى الساعة، لكن ما يطلبه منه المتصارعون في الاقليم أمرين متناقضين، الأول حكومة تنأى بنفسها عن صراعات المنطقة وتتضامن مع الأسرة العربية في السراء والضراء، والثاني الالتحاق بمحور الممانعة في حربه المفتوحة مع العرب ودول الاستكبار. هذه المضبطة تجيب عن كل التساؤلات، وتضيء بوضوح على العقبات الحقيقية التي تحول حتى الساعة دون تأليف الحكومة.

ولا ننسى في هذه العجالة الكلام عن غائبين: إرادة بعض القوى اللبنانية المؤثرة في تشكيل حكومة وطنية صرف، وغياب الكونسورتيوم العربي- الدولي الذي يفرض علينا حكومة لانشغال دوله في الاقتتال في ما بينها، أو لانشغالها في دول ومناطق أكثر أهمية من لبنان.