IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الأحد في 27/3/2016

otv

في عجقة العيد والتهاني والمعمول والعظات، ثمة كلمة واحدة سقطت: ماذا تعني كلمة الفصح؟ ماذا تعني هذه المفردة التي نصف بها العبور من الموت الى الحياة؟ في اللغة، كما في اللاهوت، معنى كلمة فصح هو أن تتكلم. أن ترفع صوتك. أن تشهد للحق وللحقيقة. أن تصرخ وجعك ومعاناتك وظلمك وبؤسك وقهرك … لا فصح لمن يسكت على المظالم. ولا فصح لمن يصمت أمام الشر. ولا قيامة ولا عيد ولا يسوع لمن يهرب ويتهرب ويتحايل ويتنصل ويخرس ويتفرج …في الفصح، وفي المعنى اللغوي والإيماني للفصح، قبل أن تقول حقاً قام، عليك أن تقول من سرق المال الحرام … قبل أن تعايد بالبيض والشوكولا، عليك أن تسمي من نهب البلد ومن صادر ثرواته ومن احتل مرافقه ومقدراته … لا يمكنك أن تعيد الفصح، وأنت لم تسم بعد حرامية النفايات. لايمكنك أن تكون فصحياً، وأنت أبكم حيال من سرق ملايين الإنترنت بالأسماء والهويات والمرجعيات والحمايات والحصانات … لا يمكنك أن تقول المسيح قام، وأنت لم تقم بعد بواجبك في أن تقول للناس، أن تمثيلهم مغتصب منذ ثلاثة أعوام. وأن هذا الذي يتهكم عليهم بشرعية، لا يفهم منها حرفاً ولا شرعاً، هو مثل يوضاس، أو مثل بيلاطس، أو مثل قيافا … في الفصح، لا يمكنك أن تطالب برئيس يمنع التوطين، وأنت لم تفصح بعد عمن يريد التوطين، ومن بالأسماء يسكت عنه، ومن بالاسم يمثل الناس في رفض إلغاء وطنهم ورفض إزالة هويتهم …المسيح قام حقاً قام، عبارة يحق لك أن تقولها، فقط حين تقوم بدورك، في تجسيد فصحك وفصاحتك في مواجهة الزور وفي الشهادة للحق … لأنها وحدها الحقيقة تحرر، كما قال المعلم عشية الصلب، وقبل القيامة … في الفصح، قامت قلعة تدمر من قبر الإرهاب الداعشي … وهي لمن لا يزال يذكر، قلعة فخر الدين … علّ قيامتها تكون درب خلاص من كل إرهاب، ودرب قيامة لوطن فخر الدين …