IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الخميس في 11/4/2024

غداً، كلُّ لبنان سيودع باسكال سليمان. فمنذ لحظة اكتشاف الفاجعة، لم يعُدِ المغدورُ فقيد عائلةٍ وحزبٍ فقط، بل أضحى شهيد وطنٍ كامل، مصيرُ كيانه اليوم مهددٌ أكثر من أي وقتٍ مضى. ففي كنيسة مار جرجس جبيل، ستقام مراسم الجنازة، التي يترأسها رأس الكنيسة المارونية، والتي تليها كلماتٌ سياسية، قبل مرافقة الجثمان الى مدافنِ بلدته ميفوق، مروراً بمحطات شعبية كثيرة.
لكن، اذا كان غداً يوم الصمت والصلاة، ولو تخللته مواقف سياسية، فبعدَ غدٍ السبت يُفترضُ ان يكون يوماً آخر. يومٌ تُطرح فيه بصراحة وجرأة كل الاسئلة على كل المعنيين.

أولاً، على المسؤولين عن ملف النزوح السوري من ألِفه إلى يائه منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011. ومن هؤلاء، رئيس الحكومة الحالية الذي تساهل مع دخولهم خلال ترؤسه الحكومة السابقة، والذي يكرر اليوم وعوده التي لن تجد طريقها الى التنفيذ. ومنهم ايضاً، القوى السياسية التي قد تكونُ استفاقت متأخرة، بعدما ساهمت مواقفُها الموثقة نصاً وصوتاً وصورة، بتأمين الغطاء لعرقلة العودة منذ سنين، ولإحجام الجهات اللبنانية المعنية عن القيام بواجبها.

ثانياً، على المسؤولين عن الفراغ الرئاسي، والترهل الذي اصاب المؤسسات السياسية، من حكومة ومجلس نواب، والهريان الذي ضرب السلطات القضائية والادارية، وسائر مكوِّنات الدولة في السنوات الاخيرة.

وثالثاً، على المسؤولين عن ربط لبنان بأزمات المنطقة، عوض انتخاب رئيس وإنهاض الدولة لمواجهتها.
الحزن غداً، سيكون كبيراً، وكبيراً جداً. لكنَّه لن يكونَ أكبرَ من الرجاء. الرجاء بالمسيح القائم من بين الأموات قبل كل شيء. والرجاء بقيامة الوطن من المأساة، كي لا تذهب هباءً دماءُ آلاف الشهداء والضحايا على مرِّ تاريخ لبنان.

واليوم، أجرى الرئيس العماد ميشال عون إتصالاً هاتفياً بعائلة المأسوف على شبابه باسكال سليمان، مقدماً التعازي لزوجته وشقيقه وأفراد عائلته، ومؤكداً إدانته لهذه الجريمة النكراء. وقال الرئيس عون إنه سيتابع مجريات التحقيق حتى تنجلي كل المعطيات وينال كل من شارك في هذه الجريمة عقابه.