IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـOTV المسائية ليوم الأحد في 14/4/2024

ردت ايران ليلا على استهداف قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قادتها العسكريين البارزين في المنطقة. وعلى الفور سارع البعض الى وصف ما جرى بالمسرحي، انطلاقا من عدم تحقيق اصابات مادية او بشرية ضخمة، كما كان يَنتظِر، مناقضا بذلك حتى الاعلام الاسرائيلي والاميركي الذي وصف الحدث بالتاريخي. اما البعض الآخر، فهلل للتطور الكبير، مبالغا في توقع اتساعه ليشمل ايضا تدخلا عسكريا اوسع من حلفاء ايران في لبنان والعراق واليمن.

اما واقعيا، فمن الواضح ان الساعات الاخيرة لم تكن عادية في تاريخ المنطقة والعالم. فهو اولا اول تدخل ايراني مباشر على خط المواجهة المندلعة مع اسرائيل اثر عملية طوفان الاقصى قبل ستة اشهر تقريبا، وهو مؤشر الى الاسوأ الذي قد يأتي اذا ظل الصراع متفلتا كما هو عليه اليوم. وهو ثانيا، اعادة رسم للجغرافيا السياسية في المنطقة، حيث كرس الدور المتقدم لايران، على حساب تراجع ادوار دول كبرى عربية وغير عربية. وهو ثالثا، يشكل فرصة يمكن ان تشق طريقا للحل على قاعدة “اذا ما بتكبر ما بتصغر” و”اشتدي يا ازمة تنفرجي”، خصوصا بعد التوازن الواضح الذي ارساه بين اسرائيل والولايات المتحدة ومحورهما من جهة، ومحور المقاومة من جهة اخرى.

لكن مهما يكن من امر، يبقى الاساس بالنسبة الى لبنان الذي يصطف طبيعيا في المقلب المناهض للعدو، ان يحفظ ما تبقى من دولة، على أمل النهوض عندما تتحسن الظروف.