بالوقائع لا الشعارات، كل الطرق مقفلة امام اسرائيل.
فالكيان الذي تأسس على ارض شعب مشرد عام 1948، يبدو اليوم تائها وسط الخيارات المتاحة امامه للرد على اكبر ضربة عسكرية ومعنوية يتلقاها منذ عقود.
فإذا تطاول على دول اقليمية، سيكون مصيره عرضة لخطر.
واذا اكتفى بدك غزة فوق رؤوس الناس، فبمجرد وقف النار، ستنهض الفصائل من تحت الركام.
واذا اختار الاجتياح البري، سيعود جنوده بالتوابيت عاجلا ام آجلا، في اعادة لمشاهد التاريخ غير البعيد.
اما خيار توحيد الساحات، فيبقى دائما متاحا، اذا ما سار الكيان العبري في خيار توسيع المواجهة، وهو امر مستبعد، لا لسبب، الا الخشية من رد الفعل، ذلك ان توازن الردع المفروض من المقاومين اللبنانيين في جنوب لبنان، يحسب له الف حساب.
اما المقاومون الفلسطينيون، ايا كانت فصائلهم، فلمقاومتهم ساحة واحدة هي فلسطين.
“فبقدر ما ندعم حق المقاومة الفلسطينية في قتال إسرائيل على ارض فلسطين، نرفض كل استخدام لأرض لبنان من جانب اي طرف غير لبناني، كمنطلق لأعمال حربية. فلا عودة الى زمن فتح لاند”، اعلن رئيس التيار الوطني الحر امس، في اشارة واضحة الى من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، بأن لبنان الساحة يضعف القضية الفلسطينية. اما لبنان الوطن، فقوة لوطنين سقط في سبيلهما من الشعبين آلاف الشهداء.