IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 23/7/2017

يحكي اليوم الثالث حكاياته عن جند الجرد، عن تلال زرعت رجالا واستلت الأرض من تحت الأرض، وأعادت سهولا واسعة إلى حضن الوطن، وقفت على مرتفعات فسوتها إلى الأعلى، ودخلت حصونا لإرهابيين كانوا يظنون أنهم استوطنوا المكان.

ثلاثة أيام حصد فيها جنود المقاومة سبعين في المئة من أراضي الجرد المحتل، فهل نبحث بعد في كتب التاريخ عن أبطال وهم هنا؟، هل ننقب عن أمجاد ونحن نصنعها؟. قولوا للتاريخ أن يحضر الآن، أن يستقيل من الورق الأصفر ليدخل عصر الأرض الخضراء المحررة ببضع أحمر وبأياد بيض، وما خلا ذلك مجرد تسالي على حفافي التاريخ.

وبما أنه يسجل، فليكتب أيضا أن معركة جرد عرسال قد حققت توازنا في الوحدة، واستقطبت أكبر مرحلة تأييد لم يعرفها لبنان منذ التحرير عام 2000، فحصاد التحرير الشرقي لا يدع مجالا للشك في أن رجال المقاومة قد صنعوا الشرق الجديد. وفي حصادهم اليوم استعادة كامل جرود فليطة، فيما يتبقى من المعركة إحدى أهم المناطق الحساسة لقربها من عرسال، وهي وادي حميد والملاهي.

وفيما دخل الحزب غرف عمليات “النصرة” بالصوت والصورة، فقد انسحبت “سرايا الشام” من مشهد المعركة بالتفاوض، بعدما طلبت وقف إطلاق النار، وهو طلب حتمي لأن السرايا المنبعثة من “الجيش الحر” لم يعد لديها من نيران للاستخدام، وان “الحر” برمته أصبح صفرا على شمال الحرب في كامل سوريا، فكيف بجرد قاحل لاسيما بعدما قطعت أميركا عنهم المصروف.

والمصروف نفسه هو مشكلة زعيم “النصرة” في الجرود أبو مالك التلي، الذي ينام على ملايينه وربما يدفن تحتها. وفي معلومات “الجديد” أن تركيا رفضت استقبال التلي، وأنها لم تجب على طلبه من الأساس وأهملت الرد، فجرى تحويل الطلب إلى دولة خليجية أبدت استعدادها للمساهمة في بحث مصيره. وقد رفض زعيم “النصرة” التوجه إلى إدلب، على الرغم من وصول إيماءة سورية بعدم التعرض له، لكنه حار في أمواله والتي تفوق ثلاثين مليون دولار بكثير، إذ انها سوف تصادر في إدلب من قبل جماعات مسلحة تعادي بعضها بعضا.

أبو مالك سوف يذهب فرق عملته، ويكون صريع أمواله التي ستقضي نحبه، وإذا لم يقض تحت العملة الخضراء فإن العلامة الصفراء سوف تدعوه إلى “ألا يهكل الهم”، فمن تولى تحرير الجرد لن يعصى عليه الجرذ.