IMLebanon

كرة السلة اللبنانيّة والرياضي يتوّجان في أطول سلسلة نهائيّة قد تدخل كتاب “غينيس للأرقام القياسيّة”

Riyadi-champion-Lebanon-2014

تقرير خالد مجاعص:

وأخيراً، انتهت بطولة لبنان لكرة السلّة 2014.

نعم! الإنجاز الأكبر هو أن تشهد بطولة لبنان تتويجاً لبطلها. فمنذ موسمين وبطولة لبنان تعيش أزمات متنقّلة جمّدت بطولتها في الـ2013، وكادت تقضي على نهائيّ قطبيها هذا الموسم لولا تدخّل العناية الإلهيّة، وحرص جميع المعنيّين على إنقاذها في رمقها الأخير، قبل وصول ارتداداتها إلى جنيف، حيث الإتّحاد الدوليّ وعصا… تجميد المشاركات الخارجيّة.

بهذا السيناريو، استأنفت البطولة من حيث توقّفت قبل أسبوعين على نتيجة 2-2 بين الرياضي والحكمة في نهائيّ لم يكن فيه جمهوره طرفاً من على المدرّجات. فكان أن عوّض جان عبد النور غياب الفرعون المصريّ اسماعيل أحمد، وقاده إلى فوز على الفريق الأخضر ليتقدّم في السلسلة 3-2.

فتحوّل لقاء الجولة السادسة في غزير إلى لقاء حاسم من ناحية فريق المنارة ولقاء الـSurvive بالنسبة إلى الفريق الأخضر. بهذا السيناريو الـ”هيتشكوكيّ”، دخل لاعبو الفريقين ملعب غزير، فكانت المفاجأة الأولى غياب اسماعيل أحمد عن التشكيلة الرئيسيّة، والثانية التقدّم السريع للحكمة 9-0 أوّلاً ومن ثم 26-9 بفارق 17 نقطة في منتصف الربع الثاني، حيث اعتقد مشجّعو الفريقين الأخضر والأصفر أنّ النهائيّ متّجه حتماً إلى لقاء سابع حاسم.

وهنا كان بيت القصيد، وكانت الإشارات الأولى تدلّ على أنّ فريق المنارة يتفوّق معنويّاً وتكتيكيّاً على خصمه، حيث أنّ لاعبي الفريق الأخضر بدوا غير واثقين بأنفسهم على عكس لاعبي الرياضي الذين استبسلوا دفاعيّاً، معتمدين على ضغط دفاعيّ صارم على هدّاف الحكمة ديووريك سبينسر، فتوقّفت أرقامه على نقاطه الـ11، وكانت كلّ تسديداته تأتي تحت ضغط هائل، وظهر ذلك من خلال الإحصاءات حيث جاءت نسبة نجاحه عن الرميات الثلاثيّة 2 من 11 محاولة، بنسبة متدنّية جدّاً، هي نحو 18 في المئة. هذا السيناريو، أضف عليه عدم تمكّن الثنائيّ رودريك عقل وإيلي إسطفان من تعويض الرقابة على زميلهم ديووريك، فاكتفى إيلي إسطفان بتسجيل 4 نقاط، بينما جاءت محاولات رودريك عقل عن خطّ الرميات الثلاثيّة، متدنّية جدّاً على مثال فريقه الحكمة الذي سدّد 37 محاولة منها 7 ناجحة فقط. وهذا رقم عالٍ جدّاً لفريق يسدّد في المباراة عن المسافات البعيدة أكثر من الرميات القريبة عن السلّة، ممّا يدّل على أنّ الحكمة من دون إيلي رستم المصاب، يفتقد للاعب بإمكانه خرق دفاعات الرياضي. فكانت النتيجة تدهور لمستوى الفريق الأخضر وانتفاضة هجوميّة للمنارة، فانقلب الوضع رأساّ على عقب لمصلحة الرياضي، فعّدل الأرقام بدقائق معدودة مع انطلاق الربع الثالث، وثمّ سدّد بهدوء وخبرة كبيرة الضربة القاضية على مضيفه، فكان الربع الأخير ترجمة لنجوميّة لاعبيه وفي مقدّمهم جان عبد النور، اللاعب الأبرز في لبنان هذا الموسم من دون منازع، وأمير سعود الذي سجّل عشر نقاط، وطبعاً ثنائيّ الإرتكاز اسماعيل أحمد ولورين وودز، ليتوّج الرياضي بفوز دفاعيّ بنتيجة 57-50، ويحسم اللقب الأغلى في مسيرته المليئة بالألقاب، ويحوّل فوزه وتتويجه للمرّة الأولى على ملعب غزير “عرين الحكمة” قبل أن ينتقل إلى مقرّه في المنارة، ويحتفل مع إدارته و جمهوره بطلاً للبنان للمرّة الـ11 مسجّلاً فوزه الـ60 على الحكمة في اللقاءت التي جمعتهما إبتداء من عودة البطولة المحليّة قبل عشرين عاماً. وهذا التتويج هو الثاني له فقط خارج ملعبه في المنارة، بعدما توّج للمرّة الأولى خارج ملعبه عام 2008 في ملعب المتّحد في طرابلس.