IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 23/10/2019

وفي اليوم السابع استراح الشعب على شارعه.. وتعبت السلطة.. وارتفعت دمعة الجيش ملء عين الوطن، فقبل أسبوع كان لبنان طالعا من حريق الطبيعة.. حينذاك تدخل الله فمد يد العون للسلطة.. أما اليوم فإن الحريق المندلع لا شيء يخمده، فالمتظاهرون يحرسهم الرب.. وأمطار السماء حبست زخاتها وتجمعت كتل غيوم تراقب المشهد من فوق، وأحد أبرز هذه المشاهد طرابلس لسابع يوم.. تلك المدينة العميقة التي عادت لكل الناس، لا يحتجزها زعيم سياسي ولا يأسرها تطرف الفيحاء، استجمعت أصالة تعايشها وتنوعها..

فكانت مدينة “في قلب الله” وفي ساحة لطالما حملت آلام الشعب ولم تتخلف مدن التظاهر عن حضارة طرابلس، من صور إلى صيدا فوسط بيروت بجناحيه الشاهد والشهيد ولكل ساحة تظاهر.. خصوم ومتضررون وهي حال النبطية بعد بنت جبيل حيث اعتدت شرطة البلدية على فريق الجديد وحاولوا تفريق المشاركين عنوة، وشرعوا في إزالة المسرح بالقوة وعمدوا كذلك إلى ضرب المحتجين بالهراوات قبل أن تصدر بلدية المدينة بيانا تعلن فيه أنها أعادت فتح الطريق والسوق التجاري، ودعا بيان البلدية الجيش والقوى الأمنية الى القيام بواجباتهم بفتح الطريق وإلا فستضطر كما اليوم إلى فتح الطريق حفاظا على مصالح الأهل.

معلوم أن البلدية يرأسها حزب الله وحركة أمل ما يعني أن شرطة البلدية مكلفة تفريق المتظاهرين بموجب أمر حزبي لكن إذا كان الهدف هو عودة السوق التجاري الى حيويته وعدم السماح بقطع الطرق، فلماذا لم تتبع شرطة البلدية أسلوب الجيش اللبناني الذي أعاد فتح الطرق من دون الاعتداء على الناس.. لا بل إن دمعة الجندي جاءت لتهدي المتظاهرين تضامنا عسكريا ضمنيا وأيضا.. إذا كان هدف بلدية النبطية هو فتح الطرق.. فلماذا أقدمت على قطع بث الجديد المباشر في المنطقة.

وفي المفاعيل السياسية لليوم السابع.. كان الرئيس نجيب ميقاتي أول العنقود ضمن لائحة الادعاء القضائي الذي مر من آل عون قضائيا وسياسيا ولم يسلك طريق المدعي العام التمييزي القاضي القاضي غسان عويدات الذي قال للجديد إنه لم تسلم أي من الملفات المتعلقة بميقاتي والمدعى عليه ظهر في مؤتر صحافي يمتلكه الاتهام للعهد.. فطالبه برفع اليد عن القضاء والجيش والإعلام واضعا نفسه تحت سقف القانون وتحت سقف السياسة .. كله يهتز .. حيث الترجيحات لا تستبعد تعديلا وزاريا..أو سقوط الحكومة برمتها لكن مع الوعد بإعادة رئيسها.