IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم 24/10/2019

ظهر الرئيس وغاب القوي ففي اليوم الثامن انزوا في العرش وقدم خطابا مؤلفا، مقطعا، موصلا، رفضه الشعب، والحالة الرافضة لا تتعلق بالمضمون الذي يمكن نقاشه لكنها تتصل بفقدان الثقة تجاه كل طبقات الحكم من راسها الى اخمص وزرائها.

كاد الرئيس يقول للمتظاهرين خذوني معكم فهو شكى الى الناس جور السياسيين مستعينا بالجماهير لكي يطبق قوانين لم يقرها مجلس النواب، وقال انه رئيس مسؤول ولم يترك وسيلة لم يستعملها لتحقيق الاصلاح، لكن العراقيل كانت كثيرة والمصالح الشخصية متحكمة. ووعد رئيس الجمهورية المتظاهرين بإعادة النظر في الواقع الحكومي الحالي قائلا: ان صرختكم لن تذهب سدى. فأنا حاضر للقاء ممثلين عنكم وسماع مطالبكم. والرئيس الذي طالما كان ينادي بإستفتاء من الشعب لم يسمعه الشعب، وظل متماسكا في الشارع ومتمسكا بالعصيان المدني، لانه لم يلمس من الوعد الرئاسي اي توجه لاصلاح او تغيير فوري، وحال الناس ان يجدوا رئيسهم على حالة البؤساء السياسيين وقد جاءهم شاكيا بكلام ايجابي، نعم لكن بوضعية سائر المواطنين في الساحات وكان على الطاقم الاستشاري للرئاسة من خبراء بالفلك السياسي الى المستشارين الغاضبين من بنين وبنات وصولا الى نواب ووزراء، من اهل البلاط ان بيادروا الى تدارك الاطلالة شكلا ومضمونا.

فالرئيس الذي اعتدناه يخاطب ناسه ب”يا شعب لبنان العظيم” كان عليه ان يدرك ان شعبه فعلا عظيم وان هذه العظمة تجلت في التظاهر واوكلت الى هذا الشعب سلطة القرار، والقرار يؤكد ان الارض تهتز من تحت الحكم ولم تعد تقبل حلول الترقيع والترميم الوزراي، ولو كان رئيس الجمهورية يتحسس الخطر الحالي لاستقدم الى قصر بعبدا رئيسي مجلسي النواب والحكومة ولحدد لهما خريطة الانقاذ وامر باجتماع فوري لمجلس النواب لاقرار مشاريعه المعلقة، وبدأ حالا بمحاسبة الفاسدين ولم يكتف بالكلام العمومي عن الفساد الذي لا يقدم بل يؤخر، فالفاسدون اصبحوا مرئيين بالعين المجردة والتأخر اليوم في البدء بهذه الخطوة سيحملكم مسؤولية تاريخية لان الشعب والوقت ضدك وضد الوضع المالي والاقتصادي، فلا الخطاب المعتل افاد المتظاهرين ولا قبله ورقة الحريري الاقتصادية صالحة للتنفيذ لانها ضرب من الخيال.

اليوم الكلام لشعب لبنان العظيم الذي فتحت الرئاسة له بابا للتفاوض لكن مع الوضع الراهن فإن الشعب سيتفاوض مع الفاسدين، اضربوا رموزه اولا ثم تجدون ان الناس قد بدأت برفع الايدي لمنح الثقة.