IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “LBCI” المسائية ليوم الاربعاء في  08/05/2019

انها الطائفية، ذلك الوحش المختبىء في اعماق اللبنانيين، الجاهز دائما للظهور وزرع التفرقة في ما بينهم.

اليوم، اطلت الطائفية مختبئة خلف خشبة الصليب، تتقدم المتظاهرين في المنصورية، اولئك المعترضين على مد خطوط التوتر العالي فوق منازلهم.

بالامس، والى جانب الانجيل المقدس ظهر القرآن الكريم مرفوعا في تظاهرة المياومين.

ما دخل الصليب بخطوط التوتر العالي، وما دخل القرآن بتثبيت المياومين؟

لماذا نلجأ الى الدين لننغلق اكثر فأكثر في مجموعات مذعورة من بعضها البعض، في وقت نعرف كلنا ان المشكلة في مكان آخر.

المشكلة في زعمائنا واحزابنا ورؤسائنا ورجال ديننا، الذين يتقلبون من موقف الى آخر، ومن مبدأ الى آخر، وفينا نحن، حين ننجر خلفهم بعيدا من اي مسؤولية اخلاقية او وطنية او حتى دينية.

ما جرى في المنصورية اليوم، هو نتيجة تقلب التيار الوطني الحر من ضفة رافضي مد الخطوط الكهربائية الى ضفة المناصرين لها ، وما حصل اليوم هو استغلال احزاب اخرى هذا التقلب، لتسجيل نقطة موجعة في قلب وزارة الطاقة والمياه التابعة للتيار الوطني الحر، ليعلق في النتيجة اهالي المنصورية بين الجهتين، من دون ان يجدوا من يفصل بين الحق والباطل في قضيتهم .

ما جرى في المنصورية اليوم يشبه كل لبنان، الغارق في الاهتراء والفساد والفوضى، الغارق وسط مسؤولين يدورون في حلقة مفرغة في نقاش الموازنة، فيؤجلون نقاطها العالقة من يوم الى آخر، من دون ان يفهم اللبنانيون من يفصل الحق عن الباطل في ادارة اموالهم.