IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الثلثاء في 2021/01/05

الجنون في حد ذاته هو أن ينتظر اللبنانيون بدء الاقفال التام اعتبارا من الخامسة من فجر بعد غد الخميس ليستوعبوا حجم تفشي فيروس كورونا في البلاد وليتعاملوا معه على هذا الاساس.

اليوم، بلغ عدد المصابين 3620 من بينهم 11 حالة في القطاع الصحي و17 حالة وفاة.

وصلنا الى السيناريو السيء، فنحن أمام شبه انفجار وبائي وأمام سرعة انتشار للفيروس. فالوباء خرج عن السيطرة وكأنه في لحظة أصيب الكثير من الناس من حولنا دفعة واحدة.

تشبه كورونا بوجهها اللبناني “التسونامي”، فهي تسللت إلى كل منزل ووضعت المستشفيات والاطباء والطواقم التمريضية تحت ضغط غير مسبوق.

أسرة المستشفيات المخصصة لمرضى الكوفيد-19 شبه ممتلئة، أما إمكان علاج الحالات الخطيرة في غرف العناية الفائقة فتضاءل الى أقصى حدود بسبب نقص الأسرة والموارد البشرية الطبية.

ومن حاله من المرضى غير خطيرة وتقتضي علاجا في المنزل، فوجد نفسه وعائلته تبحث من دون جدوى عن أدوية العلاج المفقودة وعن آلات الأوكسجين التي تبخرت من الأسواق.

لو كان فينا ذرة عقل، لما انتظرنا الاغلاق ولا الدولة واستثناءاتها.

لكنا انزوينا في منازلنا منذ منتصف تشرين الثاني الفائت عندما بدأت الأعداد تتصاعد ومعها يرتفع عدد إشغال الاسرة في المستشفيات.

لكنا استوعبنا ولو لمرة واحدة أن سبعين في المئة من العدوى ناجم عن الاختلاط الضيق في المنازل، أي بلغتنا “الغداوات والعشوات والزيارات والجيران والاهل، والعيب، إي نعم العيب من انو نقول للعالم ما منستقبل”.

العيب كل العيب أن نستمر بتخلفنا هذا، العيب كل العيب أن يغلق البلد ويستمر الاختلاط الاجتماعي.

فاليوم ومنذ هذه اللحظة، تعالوا نغلق أبواب منازلنا فنحمي من في داخلها، تعالوا نحجر انفسنا مقتنعين لا مرغمين، فحرام موت العالم في منازلها، حرام ألا نعطي انفسنا ومستشفياتنا وأطباءنا وممرضينا ودولتنا أوكسجين لإعادة تعبئة امكاناتنا لأنه ما من أصعب من الموت اختناقا.