IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 13/11/2020

دار دوريل دورته على اهل السلطة حتى اصيب بالهذيان، إذ فشل في سعيه الى عقلنتهم وتحفيز ضمائرهم كي يسارعوا الى تأليف حكومة المهمة من وزراء نزيهين غير حزبيين.

والمفارقة أن المبعوث الفرنسي لم يلق تأييدا صادقا إلا من حزبين خارج السلطة جزئيا أو كليا: القوات اللبنانية والكتائب.

أما باقي المنظومة فتأييدها الطرح الفرنسي كلامي شفوي غير صادق بدليل أنها لم تكتف بعدم تشكيل الحكومة المطلوبة، بل هي لم تعد في وارد تشكيل أي حكومة، لا عشرينية ولا ثلاثينية ولا خمسينية، لأن الحسابات الإقليمية والجشع والتناتش بلغت بين مكوناتها حدا يتجاوز كل منطق.

علما بأن فرنسا وأميركا خففتا شروطهما وقبلتا بلبننة نسبية محاصصتية للحل، لكن المنظومة اعتبرت اللين والتراجع الدوليين مكسبا فأكلتهما وهضمتهما وطلبت المزيد.

وما أصاب المبعوث الفرنسي بالحزن والغضب، أنه لم يطلب من المسؤولين اللبنانيين سوى إنقاذ دولتهم من خراب أكيد وعميم. ولم يطلب منهم ابدا ما يفيد فرنسا، وما اقلقه على سلامة لبنان هو انفصال مسؤوليه المحسوس والموصوف عن المنطق والمناقبية الوطنية، إذ كانوا يرددون ببغائيا أمامه، كما فعلوا أمام ماكرون ولودريان، معزوفة ضرورة تأليف الحكومة فيما هم يتكايدون ويتساجلون ويعطلون.

والمقلق اكثر أن الفرنسي ليس وحيدا على درب الاستقالة يأسا من صحوة لبنانية مستحيلة، فالسفيرة الأميركية في بيروت عبرت صراحة عما أوحى بأن أميركا باتت على وشك إدارة ظهرها للبنان.

فقد اعلنت دوروثي شي أن بلادها ما زالت تضغط على حزب الله، مضيفة أن جبران باسيل بعلاقته مع حزب الله يغطي سلاحه فيما الأخير يغطي فساده على حد تعبيرها، ولم نفعل بعد ما فعلته دول الخليج أي أننا لم نبتعد عن لبنان ونتوقف عن دعمه، لا هذا لم نفعله بعد.

ولا لزوم بعد للتذكير بالبهدلة الجديدة التي وجهها كوبيتش الى الدولة التي لم تفعل شيئا، بعد مئة يوم من انفجار المرفأ ولم تحاكم أحدا.

كل هذا الجنون، ومؤشرات القلق والمخاطر ترتفع في المنطقة، وقد استفاق اللبنانيون على تحليق الطيران الاسرائيلي في الأجواء و على سيناريوهات يوم الدينونة ومشاريع الحروب والضربات العسكرية المفترضة، من الجنوب اللبناني الى مضيق هرمز.

تتزامن هذه الوقائع مع تجاوز مؤشرات الإفلاس الاقتصادي والمالي والغذائي والتربوي كل الخطوط الحمر في لبنان.

لكن كل هذا بـ “كوم” والانهيار الصحي – الدوائي بـ”كوم”، فلبنان المترنح تحت ضربات الكورونا تستعد حكومته لإدخاله من دون أفق ومن برنامج واضح المعالم في نصف إقفال مبهم لخمسة عشرة يوما، أي أنه يقفل نصف مصادر العدوى ويترك نصفها الآخر مفتوحا شغالا مزدهرا.

وقد سبق الإقفال ساعات طويلة من الجنون المطبق، اجتاح خلالها اللبنانيون المحال التجارية والمولات والمصارف ومحطات الوقود، والجنون الأكبر تمثل في اجتياحهم طرقات العاصمة وضواحيها والاوتوسترادات متسببين بساعات طويلة من زحمات السير الخانقة والمستمرة حتى الساعة.