IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 31/07/2021

في بلاد كثرت فيها العقارب وتراكمت المصائب، قضت زهراء بلدغة من عقرب ولدغات من إهمال، انتظرت خلالها إبنة الأعوام التسعة دواء مضادا للسم وصل بعد فوات الأوان، وكفى الله العائلة المفجوعة بيان تعزية من وزارة الصحة.

أما العقارب السياسية فترياقها منها وفيها، وقد استراحت على وضعها واتخذت فسحة تأمل من الخميس إلى الاثنين، موعد اللقاء الرابع في بعبدا لبحث المقتضى في السيادة على الحقائب.

رئيس الجمهورية وعد باستغلال كل دقيقة في سبيل السير على أوتوستراد التأليف السريع، لكن اللقاءات الثلاثة جرت رابعا وفرملت سرعة إنجاز الحكومة خمسة أيام، وأجلت بحث الحقائب الخلافية الى مطلع الأسبوع وما لم يرتض به عون للحريري لن يقدمه على طبق من تسهيل لميقاتي والمرحلة المقبلة ستكون متممة لأشهر النكد التسعة بذرائع تعطيل جديدة طوب من خلالها رئيس الجمهورية وزارة المال للرئيس نبيه بري، في مقابل الحصول على وزارة الداخلية.

تفوقت أرانب قصر بعبدا على أرانب عين التينة الشهيرة، وتكشفت خيوط المساومة بين عون وميقاتي وفي كواليس التكليف وفق الصحافي جوني منير: هناك اتفاق جرى توقيعه بين الطرفين، تنص مواده على “قبول ميقاتي التكليف بعد اعتذار الحريري، في مقابل كف يد الملاحقة القضائية عن ملف قروض الإسكان”.

التسوية هذه باءت بالفشل، لكن التدخل في القضاء لم يسقط بمرور الزمن. فرئيس الجمهورية أبلغ القاضي غسان عويدات بعد سنة على الانفجار استعداده للإدلاء بإفادته في ملف انفجار المرفأ، على أن تتحقق العدالة لدى القضاء المختص أي “بالعربي المشبرح” أمام مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء الموؤود في مهده منذ تأسيسه، وكان التاريخ سيسجل لعون موقفه لو أبدى استعداده لرفع الحصانة عن نفسه، تمهيدا لرفعها عن كل مسؤول.

لكن عون وضع خطا أحمر تحت القضاء المختص، وحصن الحصانات بإشارة ممنوع التجاوز. أولياء البلد يسيرون أحوالهم ويتلاعبون بالوقت المتبقي، على مسافة أيام قليلة من جريمة المرفأ ووعد الأيام الخمسة لمعرفة أسباب ومسببي الكارثة بلغ عامه الأول، ومؤسسات البلد تنهار واحدة تلو أخرى، وكل ما في هذا الوطن قتل ممنهج لأبسط مقومات العيش من كهرباء وغذاء ودواء، انضمت إليها اليوم خدمة الإنترنت المقطوع عن مدينة بيروت وضواحيها.

كنا لنقول إننا نعيش في شريعة الغاب، لكن حتى غابات لبنان أتت النيران على أخضرها واليابس فيها، باعتراف مدير العمليات في الدفاع المدني بأن الحرائق في لبنان مفتعلة وأنها من صنع الإنسان، فأي محمي ينتمي إلى المحميات السياسية أشعل الحرائق في المحميات الطبيعية؟.

قد لا يعثر على الفاعل، ولكن المسبب بهذه الجريمة معروف الإقامة وهو مرسوم حراس الأحراج النائم في أدراج بعبدا، الذي رفض رئيس الجمهورية توقيعه لغلبة طائفة على أخرى. وليحترق البلد، ولن تأخذوا توقيعي.